قاارن بين مرااسم تسليم كأس مصر للزمالك وكاس ايطاليا لروما

كتب أحمد الليثي - شاهدت في يومين متتاليين المباراتين النهائيتين لبطولتي كأس ايطاليا وكأس مصر لكرة القدم، الاولى يوم السبت بين نادي انترميلان وروما والثانية يوم الاحد بين الزمالك وإنبي.

لن اتحدث عن الفرق الشاسع بين شكل الملعب ولا التصوير التلفزيوني ولا احترام الجماهير لأنفسها ولناديها وللخصم أو فنيات اللعبة أو حتى ملابس اللاعبين.

سأقارن فقط بين مشهدي تسليم الكأس للفريق الفائز في ايطاليا - نادي روما - وتسليمه للفائز في مصر - نادي الزمالك.

المشهد الإيطالي

في الملعب الاوليمبي بالعاصمة الايطالية انتهت المباراة بفوز روما باللقب فقامت جماهيره بتحيته وتحية نادي الانتر (المهزوم) وهو ما فعلته أيضا جماهير الانتر التي ظلت تحيي لاعبيها وتلوح لهم بالأعلام رغم الهزيمة.

ثم قام لاعبو روما بارتداء قمصانا أعدت خصيصا لهذه المناسبة مكتوب على ظهرها 24 - 5 - 08 وهو تاريخ اليوم الذي فازوا فيه بالكأس.

وارتدى قائد الفريق توتي - الذي لم يلعب المباراة بسبب الاصابة - القميص نفسه لكن بلون مختلف تمييزا وتكريما له.

وفي دقائق قليلة أقيمت منصة بوسط الملعب لتتمكن جميع الجماهير من مشاهدة مراسم تسلم الكأس والميداليات.

ثم وقف لاعبو روما في صفين متقابلين وصفقوا للاعبي الانتر الذين صعدوا المنصة لتسلم ميداليات المركز الثاني.

وجاء دور لاعبو روما ليصعدوا - في نظام شديد - واحدا تلو الاخر لتسلم ميدالياتهم الذهبية إلى أن جاء دور القائد توتي فتسلم الكأس ورفعها وسط فرحة زملائه.

وبعدها - وبهدوء ونظام شديدين - بدأ اللاعبون في تبادل الكأس وتناقله فيما بينهم واحدا تلو الاخر ليفرح الجميع برفع الكأس والتقاط الصور التذكارية معه.

ولم نشاهد في المشهد كله فردا واحدا من المتطفلين الذين يهون حشر انفسهم وسط اللاعبين والمسئوليين لالتقاط الصور معهم او تقبيلهم.

المشهد المصري

اما في ستاد القاهرة فكان المشهد مختلفا تماما.

فبعد انتهاء المباراة وجدنا لاعبي الزمالك وهو يصعدون لتسلم الكأس وبعضهم يرتدي القمصان التي ادوا بها المباراة وآخرون يرتدون قمصانا زرقاء وعبد الحليم علي يرتدي قميصا كتب عليه لا اله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعدد من اللاعبين يرتدي قمصانا عليها رقم 14 وصورة حازم امام قائد الفريق تكريما له.

اما حازم نفسه فكان يرتدي قميصا ابيض اللون بدون اي ارقام او صور.

في حين ارتدى عمرو زكي قميصا طبع عليه دعاية للموقع الاليكتروني الخاص به.

وأخيرا كان بشير التابعي وعدد آخر من اللاعبين يرتدون ملابس عادية (بنطلون جينز وقمصانا عادية).

وكما رأى الجميع فقد امتلأ الملعب والمدرجات والمقصورة بعدد كبير من الاشخاص "محدش عارف دول تبع مين بالظبط" وسط "زحمة وهرجلة" وفوضى لا نراها إلا في ملاعب مصر فقط.

وكم كنت "مفروسا" من رجل "كان شايل ابنه على كتفه عشان يفرجه على اللاعبين" فحجب الرؤية تماما عن ملايين المشاهدين الذين يتابعون المباراة عبر شاشات التلفزيون وحرمهم من مشاهدة حازم امام وهو يرفع الكأس.

وعانى اللاعبون ليصلوا إلى مكان تسلم الميداليات واصبح اللاعبون "مش عارفين يستلموا الميداليات" و الضيوف "مش عارفين يسلموا حد حاجة"!!.

كل هذا وسط جحافل لا تعد ولا تحصى من رجال الامن سواء بالزي الرسمي او المدني و الذين لم يحاولوا تنظيم العملية بل انشغلوا بالفرجة مثل الجماهير تماما.

وفور ان تسلم حازم امام الكأس وسط زحام وفوضى عارمتين أخذ زملاؤه يجذبون الكأس و كل واحد يريد حملها قبل الاخر حتى انقسم الكأس المسكين لثلاثة اجزاء، لاعب معه الجسم ، وآخر معه الغطاء ، وثالث معه قاعدة الكأس.



وطبعا ستضيع المسئولية - كالعادة - وسط اتهامات متبادلة بالتسبب في هذه الفوضى بين مسئولي ستاد القاهرة ورجال الامن والصحفيين ومسئولي الزمالك والجماهير واللاعبين و"مش بعيد نكتشف ان المشاهدين في المنازل هما السبب".

لكن سؤالا واحدا ظل يلح على طوال تلك الليلة: "يا ترى احنا لسه محتاجين كام سنة عشان نعرف ننفذ مراسم بسيطة ومنظمة لتسليم كأس في مباراة كرة قدم؟

مع تحيات الحبيب